جواز المخرجة ايناس الدغيدى من الاعلامية هالة سرحان

 

 

## كاميرون دياز: نظرة على تحولات هوليوود بعد "أنا أيضاً" وعودة نجمة الشاشة الذهبية

 

عادت كاميرون دياز، أيقونة هوليوود التي أسرت قلوب الملايين بأدوارها المتنوعة وشخصيتها المرحة، إلى الأضواء بعد غياب دام عقداً كاملاً، لتشاركنا رؤيتها الثاقبة حول التغيرات الجذرية التي شهدتها صناعة السينما، خاصةً بعد صعود حركة "#أنا_أيضاً" #MeToo التي هزت أركان هوليوود وكشفت عن ممارسات غير أخلاقية كانت متجذرة في صلبها.

## كاميرون دياز: نظرة على تحولات هوليوود بعد "أنا أيضاً" وعودة نجمة الشاشة الذهبية

في مقابلة صريحة ومؤثرة، تحدثت دياز عن تجربتها في العودة إلى مواقع التصوير بعد انقطاع طويل، وكيف لمست بنفسها التحسينات الملموسة في بيئة العمل، وتحديداً فيما يتعلق بسلامة ودعم النساء. لم تقتصر دياز على سرد التغيرات السطحية، بل غاصت في تفاصيل ملموسة توضح حجم التحول الذي طرأ على هذه الصناعة، مؤكدة أن حركة "#أنا_أيضاً" لم تكن مجرد صرخة عابرة، بل كانت نقطة تحول حقيقية غيرت قواعد اللعبة إلى الأبد.

 

**التحول الجذري في مواقع التصوير من التحرش الخفي إلى الأمان المعلن**

 

أشارت دياز إلى أن أحد أبرز التحولات التي لاحظتها عند عودتها إلى التمثيل هو التخلص من "ذلك الرجل" الذي كان حاضراً دائماً في مواقع التصوير قبل حركة "#أنا_أيضاً". هذا الشخص، الذي كان يخلق جواً من عدم الارتياح والقلق للنساء، كان يمثل رمزاً للممارسات المسيئة التي كانت تتغاضى عنها الصناعة لفترة طويلة.

 

• "عندما تدخل إلى موقع التصوير الآن، تجد أن الأجواء قد تغيرت تماماً"
•  هكذا وصفت دياز الفرق بين الماضي والحاضر. 
• وأضافت: "كان هناك دائماً ذلك الشخص الذي تشعر أنه غير لائق
•  لدرجة أنك عندما تراه مجدداً تقول في قرارة نفسك ’يا إلهي ها هو مجدداً‘. 
• كانت هناك باستمرار مستويات من السلوك غير اللائق التي كان عليك أن تتحملها".

 التحرش

لم يعد التحرش والتصرفات غير اللائقة مجرد أمر واقع يجب التعايش معه، بل أصبحت هناك آليات واضحة للإبلاغ عن هذه الممارسات والتصدي لها. أشارت دياز إلى أنها تفاجأت عندما أبلغها أحد العاملين في قسم الموارد البشرية عن توفير "خط ساخن مجهول" للتبليغ عن أي سلوك غير لائق من أعضاء الطاقم.

 

1. هذا الخط الساخن المجهول يمثل رمزاً للتغيرات العميقة التي تجتاح هوليوود.
2.  إنه يعكس التزاماً حقيقياً بتوفير بيئة عمل آمنة وداعمة للنساء
3. حيث يمكنهن التعبير عن مخاوفهن دون خوف من الانتقام أو التهميش.
4.  "شعرت بالصدمة وقلت في نفسي ’هذا مذهل‘"
5.  هكذا وصفت دياز شعورها عندما علمت بوجود هذا الخط الساخن. 
6. "فمستوى الأمان والدعم الذي تشعر به النساء في مواقع التصوير الآن
7.  هو أمر مدهش، بخاصة أنني لم أختبر ذلك من قبل في مسيرتي المهنية".

 

**الابتعاد عن الأضواء رحلة استكشاف الذات وبناء الأسرة**

 

لم تقتصر مقابلة دياز على الحديث عن التغيرات في هوليوود، بل تطرقت أيضاً إلى الأسباب التي دفعتها إلى الابتعاد عن التمثيل لمدة عقد كامل. في الواقع، لم يكن قرار الابتعاد عن الأضواء مجرد نزوة عابرة، بل كان قراراً مدروساً اتخذته دياز بعد تفكير عميق في أولوياتها ورغباتها الحقيقية في الحياة.

 

• "شعرت أن استعادة حياتي الخاصة هو الشيء الصحيح بالنسبة إليَّ 
• ولم أكن أهتم بأي أمر آخر على الإطلاق"، هكذا عبرت دياز
•  عن دوافعها الحقيقية وراء هذا القرار الجريء. وأضافت
• "لم يكن ممكناً لرأي أحد، أو نجاح أحد، أو عرض أحد،
•  أو أي شيء من أحد أن يغير رأيي في شأن القرار الذي اتخذته 
• بالاعتناء بنفسي وبناء الحياة التي أردتها حقاً".

 

بالنسبة لدياز، لم تكن الشهرة والنجاح هما الهدف الأسمى في الحياة. بل كانت ترى أن بناء أسرة سعيدة وتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية هما الأهم. "أعتقد أن الأمر يتعلق بالسؤال الذي طرحته على نفسي ’ما شغفك في الحياة؟‘ بالنسبة إليَّ، كان الجواب يتعلق ببناء أسرتي".

 

وهكذا، انطلقت دياز في رحلة استكشاف الذات وبناء الأسرة، مبتعدة عن صخب هوليوود وأضوائها الساطعة. تزوجت من بنجي مادن، عازف الغيتار في فرقة "غود شارلوت" Good Charlotte، وأنجبت منه طفلين، لتكتشف معنى جديداً للحياة والسعادة.

 

**العودة إلى الشاشة شراكة متجددة مع جيمي فوكس**

 

بعد عقد من الزمن، قررت دياز العودة إلى التمثيل من خلال فيلم "باك إن أكشن" Back in Action على منصة "نتفليكس" إلى جانب جيمي فوكس. لم تكن العودة إلى الشاشة قراراً سهلاً، ولكن عرض زميلها جيمي فوكس كان مغرياً للغاية لدرجة أنها لم تستطع رفضه.

 

1. "قال لي جيمي: "تعالي معي". فقلت له من دون تردد ’حسناً لنفعل ذلك‘.
2.  إنه فيلمنا الثالث معاً"، هكذا وصفت دياز كيف أقنعها فوكس بالعودة إلى التمثيل.
3.  وكانت دياز قد صرحت في وقت سابق بأن التمثيل بدأ يستهلك حياتها بالكامل
4.  وأنه لم يكن لديها وقت للقيام بأي شيء آخر.

 

"عندما تصنع فيلماً، يصبح ذلك عذراً مثالياً لكي يمتلكوك. تحضر إلى الموقع لمدة 12 ساعة في اليوم لشهور متتالية وليس لديك وقت للقيام بأي شيء آخر"، هكذا وصفت دياز الجانب المظلم من التمثيل الذي دفعها إلى الابتعاد عنه في المقام الأول.

 

وعلى الرغم من هذه التحديات، قررت دياز العودة إلى الشاشة، ليس فقط بسبب إعجابها بفكرة الفيلم، ولكن أيضاً بسبب ثقتها في فوكس كشريك وصديق. "إنه فيلمنا الثالث معاً"، هذا التصريح يعكس العلاقة القوية التي تربط دياز بفوكس، والتي جعلتها تثق به وتوافقه على العودة إلى التمثيل.

 

**إرث كاميرون ديازمن "القناع" إلى "شريك" وما بعدهما**

 

تعتبر كاميرون دياز واحدة من أكثر الممثلات شهرة وجاذبية في هوليوود. انطلاقتها الكبرى كانت عام 1994 عندما لعبت دور تينا كارلايل في فيلم "ذا ماسك" The Mask مع النجم جيم كاري. ومنذ ذلك الحين، شاركت في العديد من الأفلام الناجحة التي رسخت مكانتها كنجمة صف أول في هوليوود.

 

• من بين أبرز أفلامها "ماي بيست فريندز ويدينغ" My Best Friend’s Wedding 
• و"ذا هوليداي" The Holiday و"شريك" Shrek
•  التي لعبت فيها دور الأميرة فيونا بصوتها المميز.

 

والآن، وبعد عودتها إلى التمثيل، تستعد دياز لتأدية صوت "فيونا" في الجزء الخامس من سلسلة أفلام "شريك"، بالإضافة إلى ظهورها في فيلم الكوميديا ​​السوداء "أوتكوم" Outcome، من بطولة كيانو ريفز وإخراج جونا هيل.

 

في الختام

 كاميرون دياز ليست مجرد نجمة سينمائية، بل هي رمز للتغيير والإلهام. من خلال تجربتها الشخصية، تسلط الضوء على التحولات الإيجابية التي تشهدها هوليوود بعد حركة "#أنا_أيضاً"، وتشجع النساء على التعبير عن أنفسهن والدفاع عن حقوقهن. كما أنها تلهمنا جميعاً على البحث عن السعادة الحقيقية في الحياة، وتحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية. عودة كاميرون دياز إلى الشاشة ليست مجرد عودة لنجمة محبوبة، بل هي عودة لأيقونة تعكس التغيير والأمل في عالم السينما وخارجه.